كتب:-خالد الجارحي
قالت مصادر مطلعة بقطاع الأدوية إن أزمة اختفاء ألبان الأطفال المدعمة ستكون دافعاً لتعجيل تنفيذ وزارة الإنتاج الحربى مصنعها لإنتاج الألبان، خصوصاً أنه لا توجد مصانع محلية، وتعتمد السوق كلياً على الاستيراد.
وأضافت المصادر أن مصر لديها تجربة وحيدة فى مجال تصنيع ألبان الأطفال محليا، بدأها الدكتور إبراهيم عزت عام 2001 بإنشاء مصنع «لاكتو مصر» بمدينة العاشر من رمضان، والذى بدأ انتاجه فى السوق المحلية عام 2002، حيث طرح فى البداية 6 ملايين عبوة، وتعاقدت وزارة الصحة معه لشراء جزء من احتياجاتها، بجانب تعاقداته التصديرية إلى ألمانيا وبعض الدول الأوروبية، وبلغت القدرة الإنتاجية الكاملة للمصنع 35 مليون عبوة، وكان حاصلاً على ترخيص لإنتاج ألبان الأطفال من سن يوم إلى عامين، وأكد رئيس المصنع آنذاك أن ألبان الأطفال سلعة استراتيجية وسياسية مثل الإنسولين ويجب أن يتم تأمين جزء من احتياجاتها محلياً، إلا أن هذا المصنع تعرض لأزمة كبيرة عام 2006 دفعت وزارة الصحة وقتها الى إغلاقه، بسبب مشكلات فى إحدى تشغيلات المصنع، عقب طرح عبوات غير صالحة للاستخدام.
وقال الدكتور عوض جبر، مستشار غرفة صناعات الدواء باتحاد الصناعات: «الأزمة التى تعرض لها مصنع (لاكتو مصر) أثارت تخوفات المستثمرين، ولم يعلن أى مصنع آخر رغبته فى دخول هذا المجال، حتى إعلان وزارة الإنتاج الحربى عن نيتها إقامة مصنع لإنتاج ألبان الأطفال بالتعاون مع شركات أجنبية، لسد احتياجات السوق المحلية».
وأضاف «جبر»: «الإنتاج الحربى تقوم حالياً بإعداد الدراسات الخاصة بالمشروع، والاتفاق مع الشركات الأجنبية لاستيراد المعدات وخطوط الإنتاج»، مشيراً إلى أن هذه الأزمة ستعجل بتنفيذ تلك الدراسات وتوقيع عقد إنشاء المصنع، خاصة أن المُصنع محلياً أقل سعراً من المستورد.
وأشار إلى أن تعامل الحكومة مع المصنع وقتها حينما قررت إغلاقه كان مخالفاً للقواعد العالمية التى تنص على أنه فى حالة وجود مشكلة فى التشغيلة يتم سحبها من السوق وإعدامها، ولكن ما حدث أن الحكومة استجابت لضغوط الرأى العام وأعلنت إغلاق المصنع ما أدى إلى ضياع أموال المستثمر بسبب خطأ وارد الحدوث فى أى شركة فى العالم كله.
وأوضح أن صناعة ألبان الاطفال معقدة جداً، وتحتاج إلى سوق ضخمة جداً، وهى تتوافر جزئياً فى مصر، حيث إننا لدينا مولود كل 12 ثانية، مشيراً إلى أنه ليس عيباً أن تستورد مصر الألبان، لأن أغلب دول العالم تعتمد على الاستيراد، وإنما الأزمة فى منظومة الاستيراد والتوزيع نفسها، مشيراً إلى أن أكبر شركات الألبان تتركز فى «هولندا، وسويسرا، وفرنسا».
وقال الدكتور أسامة رستم، نائب رئيس غرفة الصناعات الدوائية، إن منتج ألبان الأطفال به صعوبات كثيرة سواء فى عملية الإنتاج أو التخزين، لذلك لا يشهد إقبالا كبيراً من المستثمرين.